من شاب ينام في الشارع إلى رائد أعمال رقمي: قصة سالم صلاح علي ورحلته من الصفر إلى النجاح
بقلم: فريق المركز التقني الإخباري
تاريخ النشر: 26 يوليو 2025
في عالم يشهد تحولات رقمية متسارعة، برزت نماذج شبابية عربية أثبتت أن الطموح والابتكار لا يرتبطان بعمر أو موارد، بل بالإصرار والرؤية الواضحة. من بين هذه النماذج المُلهمة، يبرز اسم الشاب سالم صلاح علي، الذي استطاع، في فترة وجيزة، أن ينتقل من مجرد منشئ محتوى على موقع يوتيوب إلى مؤسس شبكة من المشاريع الرقمية التي تجاوزت مبيعاتها حاجز المليون جنيه مصري، وذلك قبل أن يبلغ عامه التاسع عشر.
البداية: قناة يوتيوب في 2021
بدأت رحلة سالم في عام 2021 حين أطلق قناته على يوتيوب، مدفوعًا بشغف حقيقي بالتقنية وتقديم المحتوى المفيد للمجتمع الرقمي. لم يكن يمتلك إمكانيات ضخمة، لكنه امتلك ما هو أهم: الإصرار على الاستمرار وتقديم محتوى يضيف قيمة للمشاهد.
من خلال هذه القناة، تعلم سالم أساسيات التسويق الإلكتروني، وكسب أولى عائداته من الإعلانات والشراكات، مما فتح أمامه بابًا جديدًا للتفكير في مشاريع أوسع، تتجاوز حدود المحتوى إلى فضاء الخدمات الرقمية.
ستار سوشيال: أولى التجارب الجريئة
قرر سالم استثمار أرباحه من يوتيوب في إطلاق موقع لتقديم خدمات التسويق الإلكتروني، وأطلق عليه اسم ستار سوشيال. كان الموقع يقدم خدمات SMM (التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي) مثل زيادة المتابعين، الإعجابات، والتفاعل على منصات مثل فيسبوك، إنستغرام، وتيك توك.
ورغم الحماس الكبير، واجه الموقع تحديات تقنية وتنظيمية حالت دون استمراره بالشكل المطلوب، مما اضطر سالم إلى إعادة النظر في المشروع برمته. لكنه لم يعتبر هذه العقبات نهاية المطاف، بل كانت دافعًا لإطلاق مشروع جديد، أكثر نضجًا وخبرة.
Smmact: الانطلاقة الحقيقية نحو القمة
في أعقاب تجربة “ستار سوشيال”، أطلق سالم موقعًا جديدًا باسم Smmact، مستفيدًا من كافة الدروس التي تعلمها في تجربته السابقة. تم تصميم الموقع ليكون أكثر احترافية، سهل الاستخدام، ويقدم خدمات عالية الجودة بأسعار منافسة.
ولم يمض وقت طويل حتى بدأ الموقع في تحقيق مبيعات ضخمة، مستقطبًا قاعدة عملاء واسعة من داخل مصر وخارجها. وبفضل استراتيجيته في التسويق واستجابته الفورية لمتطلبات العملاء، تمكن سالم من تجاوز حاجز المليون جنيه مصري في المبيعات، ليصبح أحد أنجح رواد الأعمال الرقميين في سن مبكرة جدًا.
AlexFollow: توسيع آفاق الأعمال
بعد النجاح الباهر لـ Smmact، قرر سالم التوسع في مجال آخر يخدم جمهورًا جديدًا، فأنشأ موقعًا يحمل اسم AlexFollow، يختص بتقديم خدمات أونلاين متنوعة مثل شحن الألعاب الإلكترونية، تجديد الاشتراكات، وبيع بطاقات الهدايا الرقمية.
شكل AlexFollow نقلة نوعية في نموذج أعمال سالم، حيث جمع بين خدمات SMM والخدمات الرقمية العامة، ليصبح منصة متكاملة تخدم مختلف شرائح المستخدمين من المراهقين إلى الشباب والبالغين الباحثين عن حلول رقمية سريعة وآمنة.
جريدة المركز التقني الإخباري: صوت رقمي من الشباب إلى العالم
ورغبةً منه في أن يكون له دور توعوي وثقافي في المجتمع الرقمي، أطلق سالم أحدث مشاريعه، وهو مشروع إعلامي بعنوان “جريدة المركز التقني الإخباري”، والتي تهدف إلى تغطية أخبار التكنولوجيا، الريادة، التجارة الإلكترونية، وأحدث الاتجاهات الرقمية في العالم العربي والعالمي.
الجريدة ليست فقط وسيلة إخبارية، بل منصة تسعى لتسليط الضوء على قصص النجاح في المجال الرقمي، وتقديم محتوى تحليلي وتعليمي يُلهم جيل الشباب ويدعمهم في دخول عالم التقنية بثقة ووعي.
دروس من التجربة: الطموح لا يعرف عمرًا
ما يميز قصة سالم صلاح علي هو التحول السريع من مستهلك للمحتوى إلى صانع فرص رقمية حقيقية. فخلال سنوات قليلة، استطاع أن يؤسس أكثر من مشروع ناجح، يتعامل من خلاله مع الآلاف من العملاء، ويوفر خدمات رقمية عالية الجودة، وكل ذلك دون دعم مالي خارجي أو خبرة سابقة في ريادة الأعمال.
وفي حديث له مع جريدة المركز التقني، قال سالم:
“أنا مؤمن بأن أي شاب يمكنه تحقيق النجاح في هذا العصر، بشرط أن يبدأ، ويتعلم من أخطائه، ولا يخاف من التغيير. الفشل في مشروع لا يعني الفشل في الحياة، بل هو الخطوة الأولى للنجاح الحقيقي.”
طموحات مستقبلية
لا ينوي سالم التوقف عند هذا الحد، بل يطمح لتوسيع نطاق خدماته، وربما إطلاق تطبيقات ذكية خاصة بخدماته، والدخول في شراكات مع مؤسسات عربية ودولية. كما يسعى لتطوير منصة تدريبية عبر الإنترنت تُمكن الشباب من تعلم المهارات الرقمية والربح من الإنترنت، انطلاقًا من تجاربه الشخصية.
خاتمة
قصة سالم صلاح علي ليست مجرد قصة نجاح، بل رسالة موجهة لكل شاب عربي:
ابدأ الآن، ولو بإمكانات بسيطة، فالمثابرة والعلم والتجربة كفيلة بصناعة مستقبلٍ عظيم.
وفي عصر تتغير فيه الوظائف وتتبدل أنماط العمل، تظل النماذج الشابة مثل سالم هي وقود المستقبل، وهي التي ترسم الطريق للأجيال القادمة في عالم رقمي لا حدود له.
انسان محترم ومجتهد فعلا