قصة الشاب المصري سالم صلاح علي الذي حوّل التحدي إلى إمبراطورية رقمية
في زمنٍ باتت فيه التكنولوجيا تفتح الأبواب أمام من يملك الطموح لا المال، تبرز قصة الشاب المصري سالم صلاح علي كنموذجٍ استثنائي لشخص بدأ من الصفر تماماً، بل من تحت الصفر، ليصنع لنفسه طريقاً نحو النجاح والحرية المالية عبر الإنترنت.
ولد سالم في بيئةٍ بسيطة، ولم تكن الفرص أمامه كثيرة. يقول مبتسماً حين يتذكّر بداياته:
“كنت بشتغل في مصنع مخلل. كنت باخد 40 جنيه في اليوم. مكنتش أملك حتى مصاريف الدراسة، لكن كان عندي حلم إني أغيّر حياتي.”
البدايات الصعبة… ونقطة التحول
كانت الأيام تتشابه في حياة الشاب العشريني، إلى أن جاء يوم غيّر كل شيء.
بينما كان يشاهد فيديوهات على “يوتيوب”، لاحظ أن بعض صناع المحتوى يجنون الأموال من مشاهداتهم. ومن هنا بدأ التفكير: “ليه ما أكون واحد منهم؟”
قرر سالم أن يخوض التجربة. أنشأ قناة على “يوتيوب” وبدأ يصنع محتوى متنوعاً — من فيديوهات ترفيهية إلى تجارب شخصية — لكن النتائج لم تكن مشجّعة، إذ لم يكن هناك تفاعل يُذكر.
ومع ذلك، لم يستسلم. جلس ليفكر بهدوء: ماذا يريد الناس أن يشاهدوا حقاً؟
الإجابة كانت: “محتوى تعليمي وتقني”.
ومن هنا بدأت نقطة التحول الحقيقية. أنشأ سالم قناة جديدة متخصصة في الشرح التقني، تعليم الربح من الإنترنت، والخدمات الرقمية. ومع الاستمرارية والصبر، بدأت القناة تحقق أرباحاً فعلية، وتمكّن أخيراً من تفعيل الربح على يوتيوب.
من “الفيديوهات” إلى بناء مشروع حقيقي
في تلك المرحلة، اكتشف سالم أن بإمكانه استخدام قناته كمنصة للإعلان عن خدماته الخاصة. بدأ يقدّم للمتابعين حلولاً رقمية وخدمات متعلقة بالتسويق الإلكتروني، وشيئاً فشيئاً بدأ العملاء يتواصلون معه ويشترون منه مباشرة.
لكن الطلب ازداد أكثر مما كان يتوقّع. فكر حينها أن يوسّع الفكرة ويحوّلها إلى موقع إلكتروني متكامل يجمع كل الخدمات في مكان واحد.
وهكذا وُلد أول مشروع له: موقع “ستار سوشيال”.
الموقع حقق انتشاراً سريعاً، وجنى منه حوالي 150 ألف جنيه مصري في فترة قصيرة، لكن واجه بعض المشاكل التقنية نتيجة الضغط الكبير عليه. وبالرغم من النجاح النسبي، قرّر سالم أن يبدأ من جديد بخطة أقوى.
ميلاد “SMMact”… الانطلاقة الكبرى
أطلق سالم موقعه الجديد SMMact، وكانت هذه الخطوة المفصلية في مسيرته.
تعلم من أخطاء التجربة الأولى، فبنى نظاماً أكثر استقراراً واحترافية، وأضاف إليه ميزات مبتكرة:
- أكثر من 70 وسيلة دفع مختلفة لتسهيل الشراء من أي مكان في العالم.
- دعم فني متواصل يرد على استفسارات العملاء بسرعة واحتراف.
- خدمات تسويقية منخفضة السعر وجودة عالية تنافس المواقع العالمية.
نجح الموقع في الانتشار بسرعة بين المستخدمين العرب، وبدأ يجذب آلاف العملاء شهرياً. وبعد أقل من عام، وصل حجم الأرباح إلى مليون جنيه مصري — رقم لم يكن سالم ليتخيله قبل سنوات قليلة.
“أليكس فولو”… التوسّع في السوق العربي
بعد نجاح “SMMact”، قرر سالم أن يطلق مشروعاً جديداً موجهًا تحديداً للعالم العربي، فأنشأ موقع AlexFollow، وهو منصة متخصصة بتقديم خدمات رقمية عالية الجودة بأسعار مناسبة.
لاقى الموقع استحسان المستخدمين، خاصة لما تميز به من سرعة التنفيذ والدقة في الخدمات، ليصبح إضافة جديدة إلى سلسلة نجاحاته.
رسالة إيمانية وإنسانية
حين يُسأل سالم عن سرّ نجاحه، يجيب ببساطة:
“الإيمان والتوكل على الله، هما السبب في كل حاجة. كل ما تمرّ بأزمة، متستسلمش، لأن ربنا دايماً بيكون شايف تعبك.”
قصة سالم ليست مجرد حكاية شاب كافح ليكسب المال، بل هي قصة إيمان بالذات، وتحدٍ للفقر واليأس، وتحول من عامل بسيط إلى رائد أعمال رقمي استطاع أن يصنع لنفسه طريقاً لا يعتمد على الظروف، بل على الإرادة.
المستقبل
اليوم يعمل سالم على تطوير مشاريعه التقنية أكثر، ويخطط لإطلاق منصات تعليمية تساعد الشباب على دخول مجال العمل الحر والربح عبر الإنترنت بطريقة شرعية ومضمونة.
يقول في ختام حديثه:
“نفسي كل شاب يعرف إن الإنترنت مش وسيلة تضييع وقت… دي فرصة كبيرة تبدأ منها من الصفر وتحقق حلمك. أنا دليل على كده.”
